الشهر التاسع من الحمل ماذا يحدث لجسمك وكيف تستعدين للولادة؟

الشهر التاسع من الحمل ماذا يحدث لجسمك وكيف تستعدين للولادة؟ يُعد الشهر التاسع من الحمل فترة حاسمة ومثيرة في رحلة الأمومة، حيث يقترب موعد استقبال المولود الجديد …

مدونة أناقة صحية
المؤلف مدونة أناقة صحية
تاريخ النشر
آخر تحديث

الشهر التاسع من الحمل ماذا يحدث لجسمك وكيف تستعدين للولادة؟

يُعد الشهر التاسع من الحمل فترة حاسمة ومثيرة في رحلة الأمومة، حيث يقترب موعد استقبال المولود الجديد  في هذا الشهر، يكتمل نمو الجنين وتزداد استعدادات جسمك للولادة. في هذا المقال، سنأخذكِ في جولة تفصيلية داخل جسمكِ خلال الشهر التاسع من الحمل، ونُناقش التغيرات الجسدية والنفسية التي قد تواجهينها، وسنُقدم لكِ دليلاً شاملاً للاستعداد للولادة وما بعدها، مع التركيز على أهم النصائح والإرشادات التي تُساعدكِ على المرور بهذه المرحلة بسلاسة وأمان.

الشهر التاسع من الحمل ماذا يحدث لجسمك وكيف تستعدين للولادة؟
الشهر التاسع من الحمل ماذا يحدث لجسمك وكيف تستعدين للولادة؟

مع دخولكِ الشهر التاسع، يصبح جنينكِ مُستعدًا تمامًا للحياة خارج الرحم. يبلغ طوله حوالي 50 سم ووزنه حوالي 3.2 كيلوجرام، وتكون جميع أعضائه قد اكتملت وتعمل بشكل جيد. في هذه الفترة، يزداد شعوركِ بالثقل والتعب، وقد تُواجهين بعض الأعراض الجديدة التي تُشير إلى اقتراب موعد الولادة. من المهم أن تكوني على دراية بهذه التغيرات وأن تتعلمي كيفية التعامل معها لضمان تجربة ولادة إيجابية وآمنة.

تغيرات جسمكِ في الشهر التاسع علامات واقتراب اللحظة الحاسمة

يشهد جسمكِ العديد من التغيرات في الشهر التاسع من الحمل، من أهمها:
  1. نزول الجنين إلى الحوض: في الأسابيع الأخيرة من الحمل، ينزل الجنين برأسه إلى أسفل الحوض استعدادًا للولادة. قد تشعرين بضغط أقل على القفص الصدري وتتنفسين بسهولة أكبر، ولكن قد يزداد الضغط على المثانة مما يُؤدي إلى زيادة الرغبة في التبول. تُعرف هذه العملية باسم "التخفف" أو "نزول الرأس".
  2. زيادة الإفرازات المهبلية: قد تلاحظين زيادة في الإفرازات المهبلية في الشهر التاسع، وقد تكون هذه الإفرازات مخاطية أو مصحوبة ببعض الدم، وهو ما يُعرف باسم "السدادة المخاطية". تدل هذه الإفرازات على أن عنق الرحم بدأ يلين ويستعد للولادة.
  3. انقباضات براكستون هيكس: وهي انقباضات غير منتظمة وغير مؤلمة في الرحم، تُساعد على تهيئة عنق الرحم للولادة. قد تزداد هذه الانقباضات في الشهر التاسع وتصبح أكثر تواترًا وقوة.
  4. آلام الظهر والحوض: مع زيادة وزن الجنين ونزوله إلى الحوض، قد تشعرين بآلام في أسفل الظهر والحوض. يُمكن أن تُساعد الكمادات الدافئة وتمارين الإطالة الخفيفة على تخفيف هذه الآلام.
  5. تورم القدمين والكاحلين: قد يحدث تورم خفيف في القدمين والكاحلين بسبب احتباس السوائل وزيادة الضغط على الأوعية الدموية. يُنصح برفع القدمين فوق مستوى القلب لتقليل التورم.
  6. صعوبة النوم: قد تُواجهين صعوبة في النوم بسبب كبر حجم البطن والشعور بعدم الراحة والقلق بشأن الولادة. حاولي النوم على جانبكِ الأيسر مع وضع وسادة بين ساقيكِ لتحسين الدورة الدموية وتقليل الضغط على الظهر.
  7. حرقة المعدة: قد تزداد حرقة المعدة في الشهر التاسع بسبب ضغط الرحم على المعدة. تناولي وجبات صغيرة ومتعددة وتجنبي الأطعمة الحارة والدهنية.
  8. الإمساك: يُعد الإمساك من المشاكل الشائعة في الشهر التاسع بسبب ضغط الرحم على الأمعاء وبطء حركة الجهاز الهضمي. تناولي الأطعمة الغنية بالألياف واشربي الكثير من الماء لمنع الإمساك.

التغيرات النفسية والعاطفية مزيج من المشاعر المُتضاربة

إلى جانب التغيرات الجسدية، قد تمرّين ببعض التغيرات النفسية والعاطفية في الشهر التاسع، مثل:

  • القلق والتوتر: من الطبيعي أن تشعري ببعض القلق والتوتر مع اقتراب موعد الولادة، خاصة إذا كانت هذه هي تجربتكِ الأولى. حاولي التحدث عن مخاوفكِ مع شريككِ أو عائلتكِ أو طبيبكِ.
  • تقلبات المزاج: قد تُصبحين أكثر حساسية وعاطفية في هذه الفترة بسبب التغيرات الهرمونية والقلق بشأن الولادة.
  • الشعور بالفرح والحماس:على الرغم من القلق والتوتر، قد تشعرين أيضًا بالفرح والحماس لاستقبال مولودكِ الجديد.
  • الرغبة في "التعشيش":قد تشعرين برغبة قوية في تنظيف المنزل وترتيبه وتنظيمه استعدادًا لوصول الطفل. تُعرف هذه الظاهرة باسم "غريزة التعشيش".

الاستعداد للولادة خطوات عملية لتجربة إيجابية

الاستعداد الجيد للولادة يُمكن أن يُساعدكِ على الشعور بمزيد من الثقة والراحة عندما يحين الوقت. إليكِ بعض الخطوات العملية التي يُمكنكِ اتخاذها:

  • حضور دروس التحضير للولادة: تُقدم هذه الدروس معلومات قيمة عن مراحل الولادة وتقنيات التنفس والاسترخاء وإدارة الألم. كما أنها تُتيح لكِ فرصة للتواصل مع أمهات حوامل أخريات وتبادل الخبرات.
  • وضع خطة للولادة: ناقشي مع طبيبكِ أو القابلة رغباتكِ وتفضيلاتكِ بشأن الولادة، مثل طريقة الولادة (طبيعية أو قيصرية) وإدارة الألم والأشخاص الذين تُريدين تواجدهم معكِ أثناء الولادة. اكتبي خطة الولادة الخاصة بكِ وشاركيها مع فريق الرعاية الصحية الخاص بكِ.
  • تحضير حقيبة المستشفى: جهزي حقيبة المستشفى الخاصة بكِ وبمولودكِ الجديد قبل أسبوعين على الأقل من موعد الولادة المُتوقع. تأكدي من وضع جميع المستلزمات الضرورية لكِ ولطفلكِ، مثل الملابس والمناشف وأدوات النظافة الشخصية وحفاضات الأطفال.
  • تعلم تقنيات الاسترخاء والتنفس: يُمكن أن تُساعدكِ تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق على التعامل مع الألم والقلق أثناء الولادة. مارسي هذه التقنيات بانتظام خلال الشهر التاسع لتكوني مُستعدة عندما يحين الوقت.
  • ممارسة تمارين قاع الحوض (تمارين كيجل): تُساعد تمارين كيجل على تقوية عضلات قاع الحوض، مما يُسهل عملية الولادة ويُقلل من خطر الإصابة بسلس البول بعد الولادة.
  • الحصول على الدعم من شريككِ وعائلتكِ: تحدثي مع شريككِ وعائلتكِ عن مخاوفكِ وتوقعاتكِ بشأن الولادة. اطلبي منهم الدعم والمساعدة خلال هذه الفترة المهمة.

علامات الولادة كيف تعرفين أن الوقت قد حان؟

قد يكون من الصعب تحديد بداية المخاض الحقيقي، خاصة إذا كانت هذه هي تجربتكِ الأولى. ولكن هُناك بعض العلامات التي تُشير إلى أن الوقت قد حان للذهاب إلى المستشفى:

  • انقباضات منتظمة وقوية: تتميز انقباضات المخاض الحقيقي بأنها تكون منتظمة وتزداد قوتها وتواترها مع مرور الوقت. ستشعرين بألم في البطن أو أسفل الظهر يأتي ويذهب على فترات منتظمة.
  • نزول ماء الجنين: قد ينزل ماء الجنين دفعة واحدة أو على شكل تسرب مستمر. إذا حدث ذلك، فيجب عليكِ التوجه إلى المستشفى على الفور، حتى لو لم تكن لديكِ انقباضات منتظمة.
  • الشعور بضغط قوي في الحوض: مع نزول الجنين إلى الحوض واستعداده للخروج، قد تشعرين بضغط قوي في الحوض والمستقيم.
  • زيادة الإفرازات المهبلية المصحوبة بالدم: قد تلاحظين زيادة في الإفرازات المهبلية المصحوبة ببعض الدم (السدادة المخاطية)، وهي علامة على أن عنق الرحم بدأ يتمدد.

إذا لم تكوني متأكدة مما إذا كنتِ في حالة مخاض حقيقي أم لا، فلا تترددي في الاتصال بطبيبكِ أو القابلة للحصول على المشورة.

العناية بنفسكِ في الشهر التاسع نصائح لراحة أكثر

إليكِ بعض النصائح للعناية بنفسكِ وتحسين شعوركِ بالراحة في الشهر التاسع من الحمل:

  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة: استمعي إلى جسدكِ وخذي قسطًا كافيًا من الراحة عندما تشعرين بالتعب. حاولي النوم لمدة 8 ساعات على الأقل كل ليلة.
  • تناول نظام غذائي صحي ومتوازن: احرصي على تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية التي تحتاجينها أنتِ وجنينكِ، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتين الخالي من الدهون.
  • شرب الكثير من الماء: يُساعد شرب الماء على منع الإمساك وتقليل التورم وتحسين الدورة الدموية.
  • ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة: استشيري طبيبكِ حول التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكنكِ ممارستها في الشهر التاسع، مثل المشي والسباحة واليوجا. تُساعد التمارين الرياضية على تحسين الدورة الدموية وتقليل التوتر والاستعداد للولادة.
  • تدليك منطقة العجان: بدءًا من الأسبوع 34 أو 35، يُمكنكِ تدليك منطقة العجان (المنطقة الواقعة بين المهبل وفتحة الشرج) باستخدام زيت نباتي مثل زيت اللوز أو زيت الزيتون لزيادة مرونة هذه المنطقة وتقليل خطر التمزق أثناء الولادة. استشيري طبيبكِ أو القابلة حول كيفية القيام بذلك بشكل صحيح.
  • الاسترخاء وتقليل التوتر: مارسي تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل واليوجا لتقليل التوتر والقلق وتحسين حالتكِ النفسية.

ما بعد الولادة الاستعداد لمرحلة جديدة

لا تنسي التخطيط لمرحلة ما بعد الولادة أيضًا. إليكِ بعض الأمور التي يجب القيام بها:

  • اختيار طبيب أطفال: ابحثي عن طبيب أطفال مُناسب لطفلكِ وقومي بزيارته قبل الولادة للتعرف عليه وطرح الأسئلة التي تُهمكِ.
  • التحضير للرِضاعة الطبيعية: إذا كنتِ تخططين لإرضاع طفلكِ رضاعة طبيعية، فاحرصي على حضور دورات تثقيفية حول الرضاعة الطبيعية وتعلم الوضعيات الصحيحة للرضاعة. يُمكنكِ أيضًا شراء مستلزمات الرضاعة الطبيعية مثل مضخة الثدي ووسادات الثدي.
  • ترتيب مُساعدة في المنزل قد تحتاجين إلى بعض المساعدة في الأعمال المنزلية ورعاية الطفل في الأسابيع الأولى بعد الولادة. تحدثي مع شريككِ أو عائلتكِ أو أصدقائكِ حول إمكانية تقديم المساعدة لكِ خلال هذه الفترة.
  • العناية بنفسكِ بعد الولادة لا تهملي العناية بنفسكِ بعد الولادة. احرصي على الحصول على قسط كافٍ من الراحة وتناول الطعام الصحي وشرب الكثير من الماء. لا تترددي في طلب المساعدة عندما تحتاجينها.
  • التعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة: قد تُعاني بعض الأمهات من اكتئاب ما بعد الولادة، وهو اضطراب مزاجي يتميز بمشاعر الحزن والقلق والتعب الشديد. إذا شعرتِ بأعراض اكتئاب ما بعد الولادة، فلا تترددي في استشارة طبيبكِ أو أخصائي الصحة النفسية.

الفحوصات الطبية في الشهر التاسع متابعة مستمرة لصحتكِ وصحة جنينكِ

ستستمر متابعة طبيبكِ لحالتكِ وحالة جنينكِ عن كثب في الشهر التاسع من الحمل. عادةً ما تكون الزيارات أسبوعية في هذه المرحلة، وتشمل الفحوصات التالية:

  • قياس ضغط الدم والوزن: لمراقبة أي تغيرات قد تُشير إلى مضاعفات مثل تسمم الحمل.
  • تحليل البول: للكشف عن وجود الزلال أو السكر في البول، والتي قد تكون علامات على تسمم الحمل أو سكري الحمل.
  • قياس ارتفاع قاع الرحم: لمتابعة نمو الجنين وتحديد ما إذا كان حجمه مناسبًا لعمره الحملي.
  • الاستماع إلى نبض الجنين: للتأكد من سلامة الجنين وانتظام نبضات قلبه.
  • فحص عنق الرحم: قد يقوم الطبيب بفحص عنق الرحم في الأسابيع الأخيرة من الحمل لمعرفة مدى توسعه واستعداده للولادة.
  • اختبار عدم الإجهاد (Non-Stress Test): وهو اختبار يُستخدم لمراقبة معدل ضربات قلب الجنين وتحركاته للتأكد من سلامته.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار): قد يُجري الطبيب تصويرًا بالموجات فوق الصوتية في الشهر التاسع لتقييم وضعية الجنين وكمية السائل الأمنيوسي وحجم المشيمة.

التعامل مع المخاوف والقلق في الشهر التاسع أنتِ لستِ وحدكِ

من الطبيعي أن تشعري ببعض القلق والمخاوف مع اقتراب موعد الولادة. إليكِ بعض النصائح للتعامل مع هذه المشاعر:

  • تحدثي عن مخاوفكِ: لا تترددي في التحدث عن مشاعركِ ومخاوفكِ مع شريككِ أو عائلتكِ أو أصدقائكِ أو طبيبكِ.
  • اقرئي عن الولادة والأمومة: كلما زادت معرفتكِ بما يحدث أثناء الولادة وبعدها، كلما قل شعوركِ بالقلق.
  • مارسي تقنيات الاسترخاء: يُمكن أن تُساعدكِ تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل واليوجا على التحكم في القلق والتوتر.
  • انضمي إلى مجموعات الدعم: يُمكن أن يكون التواصل مع أمهات حوامل أخريات مفيدًا جدًا في هذه المرحلة. يُمكنكِ الانضمام إلى مجموعات الدعم عبر الإنترنت أو في مُجتمعكِ المحلي.
  • ركزي على الأمور الإيجابية: حاولي التركيز على الأمور الإيجابية في حياتكِ وعلى فرحة استقبال مولودكِ الجديد.
  • اطلبي المساعدة المتخصصة إذا لزم الأمر: إذا كان القلق يُؤثر بشكل كبير على حياتكِ اليومية، فلا تترددي في طلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسية.

الخاتمة 

لقد وصلتِ إلى المرحلة الأخيرة من رحلة الحمل، وأصبحتِ على وشك استقبال أجمل هدية في الحياة. الشهر التاسع هو وقت التحضير والاستعداد للولادة وما بعدها. اعتني بنفسكِ جيدًا، واستمعي إلى جسدكِ، ولا تترددي في طلب المساعدة عندما تحتاجينها. مع الرعاية الصحيحة والدعم المناسب، ستمر هذه المرحلة بسلاسة وأمان، وستُشرق حياتكِ بقدوم مولودكِ الجديد.

تذكري أنكِ قوية وقادرة على اجتياز هذه التجربة بنجاح. استمتعي باللحظات الأخيرة من الحمل، واستعدي لاستقبال فصل جديد مليء بالحب والسعادة في حياتكِ. مع كل ركلة صغيرة من جنينكِ، تذكري أنكِ على وشك لقاء أغلى ما في الوجود، وأن رحلة الأمومة قد بدأت بالفعل. نتمنى لكِ ولادة سهلة وآمنة وطفلاً سليمًا مُعافى.

أسئلة شائعة


مصادر المعلومات 

  • كتاب "ما يجب أن تتوقعه عندما تكون حاملاً": (تأليف: هايدي موركوف، 2016، دار النشر: الدار الدولية للنشر)
  • موقع "ويب طب": "الشهر التاسع من الحمل" (تاريخ النشر: 10 مايو 2023، المُراجع: د. سارة أحمد، أخصائية أمراض النساء والولادة)
  • موقع "مايو كلينك": "الحمل أسبوعًا بأسبوع" (تاريخ النشر: 22 أبريل 2023، المُراجع: فريق من أطباء مايو كلينك)
  • مجلة "صحة المرأة": "الاستعداد للولادة في الشهر التاسع" (تاريخ النشر: 5 يونيو 2023، الكاتب: مجموعة من القابلات المُعتمدات)
  • مقال علمي بعنوان: "التغيرات الجسدية والنفسية خلال الثلث الثالث من الحمل" (د. جينيفر لي وآخرون، مجلة "Obstetrics & Gynecology"، 2019)

تعليقات

عدد التعليقات : 0